الأحد، 4 يناير 2009



تحب تقرا عن الغربة في أوروبا وتحديدا في " ألمانيا " !!!!!؟؟؟؟

طب إيه رأيك تقرا عنها، لكن من قلب شوارع مصر !!!!!!!!!! ؟؟؟

لا برده ، هو مش كده بالضبط !!!!!!

أنت حتقرا عن مصر، بس من قلب شوارع ألمانيا !!!!!!!!!

لا !!!! برده هو لا كده ولا كده !!!!!!!

أنت حتقرا عن مشاكلك أنت وعن وحياتك أنت


لكن من خلال إنسان سافر في الغربة !!!

للاسف، مش بس كده !!!!


لانك حتلاقي نفسك بتقرا من خلال نفس الكلام


عن تاريخ مصر



وعن تحولات المجتمع في مصر



وعن كتير من اللي جرا لمصر

طب بقولك إيه، خلينا نتفق في الاول

أنك حتقرا بالتأكيد عن تجربة خاصة مع الغربة

لكن بجد أنا نفسي مش عارف، وفضل السؤال حائر

ياترى هي وريقات من مذكرات إنسان !!!!!؟؟؟

أم وريقات من خبرات الغربة !!!!!! ؟؟؟

أم وريقات من تاريخ ومن ذاكرة الوطن !!!!!!!؟؟؟؟

وعشان كده عبر عنوان الكتاب عن ده كله .. فأصبح

وريقات من مذكرات مصري مغترب


أسأل الله أن يجعلني لا أنطق إلا بالحق

وألا أكتب إلا ما يوضع في ميزان الحسنات

وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى

...........................................................................

1. من هنا يبدأ الحوار
..............................

تستهويني الكتابة دائما مع بداية كل يوم من أيام الجمعة ..

فيوم الجمعة هو أفضل الأيام عند الله تبارك وتعالى ..

وهو يوم يحمل في نفحاته مشاعر الدفء الأسري ..

حنان الأم المضحية وهي تجهز الإفطار ..

وتقوم بترتب البيت من جراء مذبحة سهرة يوم الخميس ..

حيث تناثرت مخلفات السهرة في كل مكان ..

لب ..

سوداني ..

بعض الاطباق الفارغة من بقايا العشاء ..

وهناك من ترك الكتاب بجانبه منكبا على وجهه وكأنه ساجدا على الأرض ..

حالة مأساوية لبيت مصري تقليدي، ينبض بالمشاعر الرقيقة ..

بل وتقوم تلك البائسة بتجهيز طعام الأسبوع كله ..

فهي المرأة العاملة المظلومة و المطحونة بلا رحمة ..

وهي أيضا المكتوب عليها دائما وأبدا، بألا يشعر الرجال بما تبذله من أجل أسرتها ..

نعم، فلو شعر الزوج الشرقي حقا بكم المجهود وحجم المعاناة ..

لوضع لها تمثالا في البيت ..


ـ إصحى يا بنى .. الساعة بقت عشرة ..
طبعا أكيد سهرانين لغاية واحدة بعد نص الليل ..!!!!


ـ لا .. سهرنا للفجر


ـ و نمتوا من غير ما تصلوا ؟!!!!!!!!!!


ـ يا ماما ليه الهجوم اللي على الصبح ده !!!!

الحمد لله صلينا


ـ طب يالا قوم


ـ يادى النيلة !!!!

يا ماما بقولك سهرنا للفجر عشان تسيبينى نايم شوية ..
مش عشان تقوليلى قوم !!!!!
وبعدين ما تروحي تصحي البشر التانية الأول، اشمعنى أنا أول واحد !!!!!؟؟




ـ لا طبعا .. أنت الأول .. أنت الكبير



ـ يا ستي أنا أصغر وأعيل واحد في البيت ده،
بس سيبينى نص ساعة كمان



ـ ما تقوم يا بنى بقى بلاش دلع، عايزين حاجات الفطار !!!!!!!!



وأنهض مستسلما لقدري ..

فهي طقوس إفطار يوم الجمعة ..

إحضار العيش والفول والفلافل والجرائد !!!

ثم يأتي صراع أفراد الأسرة للفوز بالعدد الأساسي من جريدة الأهرام ..

ليكون له السبق في قراءة بريد الجمعة للأستاذ عبد الوهاب مطاوع ..

ويستسلم أصحاب النفس القصير في هذا الصراع بالتصبر بالملحق

أو حتى بملحق أخبار السيارات !!!



ـ ياولاد يالا، الفطار جاهز !!!! سيبوا الجرايد دلوقتي وابقوا كملوا بعدين !!



وكما تعودت الأسرة ..

نفطر سويا ..

وهذا لا يتحقق إلا في هذا اليوم المفترج ..

وما يلي ذلك من توسلات الأب بسرعة النهوض وعدم التأخر

لأن ثواب صلاة الجمعة ( قبل الخطيب ما يطلع على المنبر )



ـ قوم يا بنى بقى !!!! الصلاة حتبدأ ..
الثواب قبل الإمام ما يطلع على المنبر !!!



ـ حاضر يا بابا !!! روح بس أنت أتوضا وحتلاقينى جاهز ..



ودائما وكما جرت العادة ..

لا يحلو المزاح مع الأخوات إلا بعد الإفطار يوم الجمعة ..

فالبيت تطل عليه نفحه عجيبة من الراحة والطمأنينة ..

سر مكنون لا يعلمه أحد حتى الآن ..

وكنز مفقود في الغربة لن تجده إلا بالرجوع لدفء الأحضان ..



ـ أنت لسه ما خلصتش الحكاوي بتاعتك ؟!!!!

أنا نازل .. سلامو عليكم



ـ استنى بس !!! دقيقة واحدة !!!! عاجبكوا كدة !!!!


...................................................................

هل أدركتم من أي نقطة أريد أن أبدأ الحوار ؟؟


لا يسعد الإنسان بالمكان ..
وإنما يسعد الإنسان بالإنسان ..


هكذا علمني أستاذي عبد الوهاب مطاوع في كتاباته ..

وهو أول شيء تسلبه منك الغربة ..

من تحب ..

إنني أجهز إفطار يوم الجمعة ..

أجهزه بنفسي ولنفسي ..

كي أفطر وحيدا ..

أقرأ بريد الجمعة لعبد الوهاب مطاوع متصفحا جريدة الاهرام على الانترنت ..

ولكن ..

أين تعليقات الآخرين ؟!!!!

ومع من سأناقش تلك التجارب الإنسانية الرائعة ..

علنا نتعلم شيئا ممن علمتهم السنين وأعتصرتهم الحياة !!!!

أجهز نفسي للصلاة قائلاً ..


ـ يالا بسرعة .. الثواب قبل الإمام ما يطلع على المنبر !!!


ولكن ..

هل سأذهب وحدي للصلاة ؟!!!

ودون الوالد الحبيب الذي ينتظرني دائما !!!!

لقد اختفت الجرائد كلها !!

واختفى معها بريد الجمعة !!!!

إيه ده !!!

ياخبر !!!

ده التليفون بيرنّ .. !!!

أنا سرحت ولا إيه ؟!!!



ـ آلو ...


ـ إيه يا عم قلقتني عليك !!!!! التليفون بيرنّ من زمان !!!

أنت كنت نايم ولا إيه ؟!!!!!



ـ لا أبدا .. كنت بفطر ونازل أصلي الجمعة
حشوفك في الصلاة إن شاء الله ؟!!



ـ ما أنت عارف أنا مش بصلي الجمعة عشان عندي شغل !!!!
أنا بكلمك دلوقتى من المستشفى !!



ـ والله نسيت .. افتكرت ان انهاردة اجازة كالمعتاد !!!!!!
هو الجو إيه النهار ده ... ؟؟



ـ درجة الحرارة 5 تحت الصفر !!!
ما تنساش تأخد الجوانتي والكوفية ..






ـ ايه ده !!!! 5 تحت الصفر !!!




ده أنا كنت بحسب النهارده الجو دفا !!!!






ـ دفا !!!!! في ايه يا عم !!!
أنت هنا في ألمانيا !!!!
الدفا هناك ...
الدفا في مصر !!!!!



ووجدتني أرددها وراءه دون أن أدري ..

بل وأشعر بكل حرف من معانيها ..



ـ عندك حق ..
الدفا هناك ..
الدفا في مصر !!!!!





هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

قديما بعض الشئ
جيل يسبق الحالي نوعا ما
اتذكر ارباب الاسرة يبذلون قصاري جهدهم لتوفير حياة مستقرة وميسرة بعض الشئ لابنائهم
ولكن بحدود
فليس كل شئ متاح
وكلمة ان الظروف لن تسمح الان لسبب كذا
كلمة تسمع من ان لاخر
يتفهمها الابن فيصبر
كلمة لما تجيب مجموع كذا
حاجيبلك كذا

قديما
كان الاهل يتقون الله حقا تقاته في مصدر رزقهم
فكانت النتيجة نوعا ما
جيل
او بمعني ادق وجه من الجيل
يتحمل نوعا ما المسئولية
يدرك نوعا ما حجم العبء الملقي علي عاتقه
يتواري خجلا من تقصيره
كلما ازدادت معدلات الفقر والجهل والتخلف
اشتعل رأسه شيبا ولم يغادر بعد عقده الرابع
اما الان
فالابن معزول عن حال الاسرة
ملك متوج علي شعب كادح
كل ما يطلبه متاح
سمعا وطاعة
لا توجد حوافز
لم نعد نسمع
لما تجيب مجموع كذا حاجيبلك كذا
انما حاضر يا حبيبي
انا ليا مين غيرك عشان اجيبله
هي كلمة العصر
عندما تسللت الشبهات الي اقوات هذا الجيل
نتج هذا الجيل المشوش
الذي حمله ترامك
فلا تجد ما تقوله الا..........
ربنا يستر علي مصر
ويحفظك
بوركت اخي الكريم
...........................
معماري

بنت الريس يقول...

عرض بسيط وممتع للإسكندريةالتي لا يعرفها الكثيرون (وانا منهم)من خلال أحد أهم ظواهرها.
بالتوفيق دائما