الأحد، 4 يناير 2009

8. على اسم مصر ... وردة


يالا يا بت أنتِ وهيه .. يالا يا هباب البرك ..
كل واحدة تتملى خط .. ومفيش حد يسيب سجرة ..
عشان ورب الكعبة اللي حلاقي وراه فص قطن واحد على سجرة
حكسر عضمه .. يالا .. جاتكوا الهم ع الصبح ...


مع قدوم شهر سبتمبر من كل عام



يبدأ موسم جمع القطن في الريف والصعيد المصري

ويقف مقاول الأنفار "متولي السرساوي" حاملا خيزرانته

التي لا ترحم قوي أو ضعيف من هؤلاء الأطفال البؤساء

والذي لم تتجاوز أعمارهم جميعا الرابعة عشر ربيعا ..

حرمهم آباؤهم من بداية العام الدراسي كغيرهم من الأطفال

ومن فرحة الاستعداد للمدرسة

بالمريلة الجديدة ..

والشنطة ..

والكراريس والأقلام ..

وفى مصطلحات جمع القطن

لابد لكل طفل أن ( يتملى خط )

حيث يتم زراعة القطن في خطوط

ويناط لكل طفل منهم مهمة جمع القطن على أحد جوانب تلك الخطوط ...



ـ يا "سي متولي" عايزة (طاجية) .. الشمس حامية ..



ـ بقولك إيه يا بت ..
أنا مش عايز دلع ع الصبح .. غوري يا بت أتملى خطك



تمتد جذور عائلتي للريف المصري في محافظة البحيرة

حيث كانت نشأة والدي ..

ورحلة كفاحه في استصلاح أرض جدي ..

واكتملت القصة بتخرجه من كلية الزراعة ..

فأصبحت تمثل الأرض له رمزا في حياته

وليس مجرد مصدراً للرزق ..

فيها ذكرياته وكفاحه ..

ومع حلول شهر سبتمبر من كل عام يبدأ موسم الحصاد ..

والذي ألازم فيه والدي حتى حلول شهر أكتوبر وبداية الدراسة ..

وكانت من الفرص النادرة للتأمل

والحديث معه في كثير من أمور الحياة

والتي دائما ما كانت تمتد للحديث عن التاريخ والسياسة ..

ومعها بعض التحابيش عن ذكريات صباه ..

وقصص الشقاوة في فترة الشباب ..

ومع سطوع الشمس

تأتى عربة متهالكة تحمل أكواما من الأطفال

والمكلفون من قبل "متولي السرساوي" بجمع القطن

بناء على رغبة آبائهم في استغلال هؤلاء البؤساء

كمصدر رزق إضافي للأسرة ..

كان منظر الأطفال يصيبني بحالة من الاكتئاب الحاد ..

فكنت أقرأ كلمة القهر في كل تصرف وسلوك أراه أمامي ..

قهر الآباء لأطفالهم وإجبارهم على العمل

تحت رحمة هذا " المتولي "

الذي لا يعرف لكلمة الرحمة مدلولا في قاموسه السلوكي ..

فقد كان يحمل خيزرانته الطويلة ..

ولا يتردد لحظة واحدة في قهر أي طفل ..

وضربه بأبشع الطرق ..

عندما يشعر أن الطفل قد يتطلع

إلى طلب أي من الطلبات غير المقبولة

في دستور العمل ..

كالرغبة في الاستراحة لخمس دقائق

من أشعة الشمس الحارقة ..

أو الرغبة في تناول لقيمات صغيرة من الطعام

في غير مواعيد الراحة الرسمية

والمحددة من قبل "متولي السرساوي" مسبقا ..

وهى فترة راحة وحيدة وطويييييلة ..

مدتها ساعة واحدة ..

عند حلول الظهر من كل يوم ..

أما معي فقد كان هذا " المتولي " لا يجرؤ على الحديث

أو حتى الاقتراب منى ..

لعلمه التام بأنني ربما أنهال عليه بخيزرانته أمام الأطفال

إذا أقترب مني ..

وكانت أتعس أيام " متولي السرساوي "

هي أيامه التي يقضيها في أرض أبي

لتخوفه من بلوغي لحظة الانفجار

ومع أن عمري في ذلك الوقت لم يتجاوز الرابعة عشر

إلا أنه _ ومع قهره وجبروته وسطوته على هؤلاء البؤساء _ لا يملك

حتى مجرد التذمر إذا قهرته أنا أمام الجميع وبعثرت كرامته ..


إنسان واطي يسيطر ويحكم فى
واقع مختل عقليا ..


هكذا كان وصفي البسيط لتلك المسرحية الهزلية

والتي كنت أشاهدها كل عام ..

وذات مرة لمحت فتاة صغيرة كان يناديها أقرانها ( وردة )

فتاة لا تتعدى السادسة من العمر ..

تعمل في صمت ..

و لا تتحدث مع أحد ..

تعلو وجهها ابتسامة خفية ..

إختبأت خلف أسوار القهر ..

والعنف ..

واللا إنسانية ..



ـ تعالي يا وردة .. سيبى خطك وتعالي عايزك


ـ أني خايفة "سي متولي" يضربني



ـ أستغفر الله العظيم !!!!!!!!!!!!!
يعنى أولعلكوا في متولي ده ع الصبح !!!!!!!!!!

أنا بقولك تعالي



وتأتي الفتاة على استحياء وعينيها مثبتتان على هذا "المتولي"

والواقف كخيال المآتة على قمة الأرض ..



ـ أنتِ أبوكِ مين ؟؟


ـ "سعد العكازي"


ـ وبيشتغل أية يا وردة ؟؟


ـ أبويا مسافر بيشتغل فى العراق


ـ طب و مين اللي بيقولك تيجي تشتغلي ؟؟


ـ عمي


ـ وأنتِ ليه مش بتقوليله أنك صغيرة لسه على الشغل ؟؟


ـ يا لهوي يا بيه .. ده كان يقطعني من الضرب هو وأمي





أستغفر الله العظيم ..

ضرب !!!!!!! ضرب !!!!!!!!! ضرب !!!!!

متولي بيضربها ..

وعمها بيضربها ..

وأمها بتضربها ...

كان هذا الواقع المرير

هو ما دفعني للتفكير في رد الفعل السلوكي

عند المصريين والذي يقبل القهر دون أدنى تذمر ..

وكأن القهر قد أصبح أحد مفردات الحياة الطبيعية ..

مثله مثل الماء ..

والهواء ..

والطعام ..

بل وربما قد أكتسب الجهاز الهضمي للمصريين

ومع التطور التاريخي لحياتهم

خلايا جديدة في غشاء الأمعاء

تستطيع إفراز الأنزيمات الهاضمة للقهر ..

فلا يشعر الإنسان إلا بمرارة بسيطة عند تناوله من الفم ..

ولكن لا يلبث بعد ابتلاعه أن يتم هضمه بسرعة البرق ويتم

امتصاصه في الجسم وينقله الدم إلى كل خلايا الجسم ..



ـ والدي الحبيب .. في نقطة مش قادرة تدخل مخي ..


ـ نقطة إيه ؟؟




ـ القهر اللي أنا شايفه ده ..


ـ هو أنت مش قريت تاريخ ..؟؟


ـ أيوة ..


ـ طب إيه الجديد ؟؟ وإيه اللي أنت مش فاهمة ؟؟


ـ لا .. في فرق ...
قهر التاريخ ولغاية سنة 1952 كان قهر مستعمر ..
أو قهر أسر حاكمة ..
لكن القهر اللي بشوفه ده قهر جديد خالص ..
ده قهر لم أقرأ عنه في أيّ تاريخ ..
ده قهر المصريين للمصريين ..





كانت النقاشات الطويلة مع والدي



هي أجمل ما يميز تلك الفترة من كل عام ..

فمصر وتاريخها الحديث ..

وتحديدا بعد قيام الثورة ..

قد تطور تطورا لم يشهده التاريخ منذ بدء التاريخ ..

القهر في التاريخ المصري شيء بديهي

تلاحظه مع أول صفحات تتناولها عيناك في كتاب التاريخ ..

قهر ملوك الفراعنة للشعب منذ فجر التاريخ ..

قهر الرومان للشعب المصري قبل قدوم الإسلام ..

قهر الدويلات المختلفة والتي حلت بعد دخول الإسلام

وصراعاتها المتتالية ..

قهر ملوك الأسرة العثمانية

وخلفاء "محمد علي" على امتداد التاريخ ..

قهر الاستعمار الفرنسي و الانجليزي ..

وكأن المفعول به الوحيد هو الشعب المصري ..

فأنت لن تقرأ في كتب التاريخ سوى القهر ..

ثم تأتي المحنة ..

فيترابط أبناء الشعب لإنقاذ مصر ..

ثم تزول الغمة ..

ثم يعاود القهر سيطرته ..

وهكذا ..

أما القهر الذي كنت أشاهده ولازلنا جميعا نشاهده ..

فهو قهر جديد تماما ..



ـ أنا سؤالي محدد ..
مين القيادات اللي ماسكه البلد دلوقت ؟؟
مثلا .. مدير أمن محافظة الغربنوفية ؟؟


ـ اللواء عبدالرحيم فخري


ـ منين الراجل ده ..؟؟


ـ معرفش .. روح أسأل



وأذهب للبحث في سجلات الأنساب المتراكمة عند الأستاذ "مرسي"

الموظف القديم قدم الأهرامات في السجل المدني ..





ـ ممكن يا أستاذ "مرسي" الله يكرمك تشوف لي
اللواء عبد الرحيم فخري ده مين !!!!!!؟؟



ـ أيوه يا سيدي .. ثانية واحدة ..

عبد الرحيم درويش ..

عبد الرحيم طنطاوى ..

عبد الرحيم فخري ..

أهو .. لقيته ..

بص يا سيد ..

عبد الرحيم فخري ..

أبوه الحاج سيد فخري ..

وده من مواليد محافظة المنوفية ..

مركز تلا ..

ووالده كان فلاح بسيط ..

وأخذ فدانين أرض ملك

من اللي وزعهم عبد الناصر في فترة الإصلاح الزراعي ..




كانت إجابة الأستاذ "مرسي" موظف السجل مذهلة ..

فقد تصورت أن عبد الرحيم فخري

ينحدر من سلالة أحد الإقطاعيين القدماء

والوارثين صفة القهر من جينات آبائهم ..

والتي تمتد للأصل التركي ..

ولكني فوجئت بأن "عبد الرحيم فخري" هو المواطن المصري

الذي كان يروي القطن المصري مع والده ..

بل ويجمع المحصول ..

وربما كان من ضمن مجاميع "متولي السرساوي" المقهورة ..

مفاجأة مروعة ..

إحنا يا مصريين اللي ماسكين بلدنا دلوقت ..

مفيش مستعمر ولا يحزنون ..

إحنا اللي بنقهر نفسنا بنفسنا ..

هل أدركتم قصدي؟

بأن القهر الذي يشهده الشعب المصري في الخمسين عاما

الأخيرة، هو نوع جديد تماما من القهر

لم يشهده منذ فجر التاريخ ..

إنه قهر أبناء الشعب للشعب ..

قهر المصريين للمصريين ..

كان لي أحد الأصدقاء يقول دائما ..


"إن المصريين في الخمسين عاما الأخيرة ..

هم عبيد يعيشون جميعا بأفكار سادة .."



فما إن تشاهد أي مشاحنة في العمل أو في الشارع ..

حتى تسمع تلك المقولة من طرفي النزاع ..



ـ أنت ما تعرفش أنا مين ؟؟



ودفعني الفضول ذات مرة للبحث في شجرة عائلتي الكريمة

علني أجد أحد الرموز ..

و أستطيع أنا الآخر عندما أدخل في نزاع

مع أحد هؤلاء المحسبين المنسبين

والذين زاد عددهم عن السبعين مليون ..

أن أقول أنا الآخر .. (أنت ماتعرفش أنا مين ) ؟؟

وبحثت وبحثت ..

فلم أجد في عائلتي وزيرا أو باشا أو ملكا أو سلطانا ..

يا خسارة ..

جدي لوالدي كان تاجرا للأخشاب ..

وجدي لأمي كان محاسبا ( يعنى موظف )

أمال يا أخويا الناس اللي ليل نهار عمالين يقولوا

(أنت ماتعرفش أنا مين ) ..

هما فعلا مين ؟؟؟

وأتذكر على الفور مقولة صديقي الساخرة ..

عبيد يعيشون بأفكار سادة ..

وتشابكت الخيوط بشده ..

واختلط الحابل بالنابل ..

وتعقدت الصورة ..

وأصبح المجتمع المصري يعيش في حالة

لم يعرفها تاريخه من قبل على الإطلاق ..

نعم ..

إن المصريين تعودوا على القهر عبر التاريخ ..

ولكنه قهر المستعمر ..

القهر الذي دفعهم للترابط والتماسك من أجل تحرير الأرض ..

أو قهر ملوك الأسر الحاكمة ممن عاشوا في أبراجهم العاجية ..

فتعلم المصريون من هذا القهر

كيف يصنعون سويا بيوتهم من الطين والحطب ..

ويقف الأخ إلى جانب أخيه عندما يأتي فيضان النيل ..

ليسند معه جدار بيته ..

ويحميه من الفيضان الذي لا يرحم ..

كان هذا القهر سواءً من الأسر الحاكمة أو من الاستعمار

هو القهر الذي يربط أبناء الشعب مع بعضهم البعض بنسيج واحد ..

كنا جميعا لا نلبس إلا بيجامات "الكستور"

التي كانت تحيكها لنا جدتي ..

فأصبحنا الآن نلبس الترنج الاديداس ..

والبانتاكور ..

والشورت ..

وآخرون عرايا تماما عاى شواطئ مارينا ..

هل أدركتم ما أقصده بالقهر الجديد ..

أصبحت مقاليد حكم مصر بيد المصريين ..

فتطلّع المصريون إلى العيش بأفكار سادتهم

ممّن قرؤوا عنهم في تاريخهم ..

وقهر المصريّون أنفسهم ..

وظلم الشعب المصريّ نفسه بنفسه ..

وتحلل نسيج المجتمع ..

المهم ..

أنني لم أرَ "وردة" ثانية ..

اختفت "وردة" وسط خضم القهر ..

ولا أعرف أين ذهبت بها الحياة ..

فربما الآن عند أول خناقة مع جارتها

بترقع بالصوت الحياني وتقول لها :




ـ أنتِ ما تعرفيش أنا مين ؟؟




وربما تمسك "وردة" الآن الخيزرانة لابنتها

لتجبرها على جمع القطن مع "متولي السرساوي"

والذي لازلت أذكر ابتسامته الصفراء عند رحيله في

المغربية وسؤاله لي ..


ـ تأمر بحاجة يا محمود بيه ؟؟




فلم أكنّ الشر لأحدٍ في حياتي سوى لتلك النوعية من البشر ..

والتي تمنيت لو لم يقم عبد الناصر ببناء السد العالي ..

حيث كان فيضان النيل يأتي كل عام ..

ليزيل هؤلاء البشر من الوجود على أرض الكنانة ..

ويزيل معهم كل وساخات العام ..

ليعود الماء صافيا نقيا ..

يروي المصريين البسطاء ..

وتعود الأرض خصبة مليئة بالخير ..

وتبقى الكنانة شامخة أبية ..

ولكن يبقى الأهم من ذلك ..

وهو أن القهر كان ولازال ..

أحد الأسباب الرئيسية نحو الزحف ..

الزحف نحو الغربة ..

ليس فقط هروبا من القهر الداخلي ..

بل وللحصول على الأسلحة المناسبة لمواجهة هذا القهر ..

فكان المال هو أحد أهم هذة الأسلحة ..

بل ومظاهره المختلفة ..

فكان الاستهلاك ..

ولازال بحثي عن أسباب الغربة مستمرا ..

ولكن يبقى لهذا حديث آخر ..


............................................



ذلك لأن بحثي عن نتيحة الإمتحان

وسبب الإستدعاء السريع من قبل الجامعة

كان هو الأهم بالنسبة لي ..

فالبحث عن أسباب الغربة قد يطول ..

ولكن الرسوب فى الإمتحان

يعني لى الرجوع إلى مصر محملا بالإخفاق المروع ..

لذا ..

فقد دقت نبضات قلبي بشدة،

ولم تدقّ بتلك القوة في حياتي مثلما كان إيقاعها

وأنا في طريقي للجامعة ولا أعرف ما يحمله القدر من مفاجآت ..

دخلت إلى بهو الجامعة

لأجد الطلبة والطالبات مجتمعين أمام نتيجة الامتحان ..

وكانت بالكشوف أسماء الراسبين ..

أو بمعنى أدق ..

غير المقبولين ..

وذهبت لحجرة المدرسين ..

وإذا بي أجد معلمة اللغة الألمانية ..

كانت تدعى (Frau Dr.Gratz ) وإذ بها تبتسم لي ..

وتخبرني بأن ترتيبي هو الثالث على المقبولين بالجامعة

وذلك بعد الصينية والروسي ...

كانت صدمة الفرحة التي لم أعايشها من قبل في حياتي ..

وانهمرت دموعي ..

وتاهت كلماتي ..

وأحتضنتني المعلمة ..

وهدأت من روعي بعد البكاء الشديد واصطحبتني للخارج ..

وأخيرا بعد أن هدأت بعض الشيء ..

كان لابد من السؤال ..


ـ ممكن أعرف أزاي فروا د. جراتز ؟؟


ـ إزاي إيه ؟؟


ـ إزاي أنا الثالث ؟؟


ـ لأنك أنت الثالث ..


ـ نعم ولكني لم أؤدّ على ما يرام في الامتحان !!!


ـ على العكس تماما .. فالموضوع المفتوح كان كفيلا لنجاحك !!



وتذكرت الموضوع المفتوح ..

اكتب عن مصر وما تعرفه عن مصر ..

فبدون الإجابة عزيزي القارئ عن هذا السؤال المفتوح

لن يكون هناك نجاحا في الغربة ..

لأن إجابة هذا السؤال هي مفتاح الهوية ..

وبدون الهوية

لا قيمة للإنسان ..

ولا قيمة لمحتواه أو لمظهره ..

وحتى الآن ..

وحتى كتابتي لهذه الكلمات ..

وأنا لا أعرف كيف حدث ما حدث ..

وكيف اجتزت الامتحان ..

وإن كان التفسير الوحيد

هو أن الله تعالى

قد قال للشيء كن ..

فكان ..


...................................................


يمكنك استكمال قراءة باقي المقالات في الكتاب


لمتابعة أخبار الكتاب وجديد الكاتب

http://www.facebook.com/home.php#/group.php?gid=17275411955



ملحوظة :


كتبت هذة المقالات على منتدى موقع الاستاذ عمرو خالد عام 2004


ثم تم نشرها رسميا على الموقع في 2007
قبل أن يتم تجميع بعضها في كتاب


وريقات من مذكرات مصري مغترب


وذلك في 2009 كجزء أول من سلسلة وريقات


هناك 4 تعليقات:

Butterfly يقول...

هذا الجزء من اجمل الاجزاء فى الكتاب قراته مرات عديده وعلى الرغم من ذلك مازال يترك فى نفسى اثر جميل جدا واقراه وكانى اقراه لاول مره واتاثر بتلك المشاعر التى نجحت فى نقلها الى القارىء بطريقه ابداعيه ممتعه..اكثر من رائعه الحقيقه

غير معرف يقول...

الاخ الفاضل محمود

أحييك على هذه الخواطر الرقيقة
والتي تمثل حياة معظم الأسر المصرية المترابطة المتراحمة , ولكم لمس وصفك لمشاعر الغربة قلبي حيث أنني مصرية (من إسكندرية أيضاً)
أعمل وزوجي بإحدى دول الخليج , وأفتقد بشدة دفىء أسرتي وترابطها .. أعاننا الله على إحتمال الغربة والبعد عن الأهل والأقارب والأصدقاء ..
ولا أستطيع أن أصف لك مدى سعادتى عند العودة لمصر فى الأجازة الصيفية أشعر أني أتأمل فى جمال شوارع الإسكندرية كأني أراها لأول مرة ,

فأتذكر الكلمة الشهيرة للراحل الرقيق أستاذنا عبد الوهاب مطاوع "إملأ عينيك من وجوه الأحباء فقد لا تراهم فى الغد"

فأظل طوال أجازتى أملأ عيني من وجوه أمي وإخوتى ومدينتي الحبيبة بالقدر الذي يعينني على تحمل السنة التالية وهكذا .. وفقك الله وأعانك على تحمل غربتك.


نشوى محمد أسامة

Riham M. Lotfi يقول...

وما أجمل اللقاء بعد الفراق...

أثار هذا المشهد في نفسي مشاعر حزن عميقه. فتفاصيل هذا المشهد تكاد تقترب الي حد كبير من مشهد عايشته لحظة سفر أخي. كم هو مؤلم الفراق!
ولكن ....
بالرغم مما نشعر به من ألم عند الفراق وما نكابده من غربه وحنين الي الوطن والاهل وكل ما نفتقده الا أن كل هذا سرعان ماننساه عند اللقاء. لقاء بعد طول غياب . لقاء يكلله الحب ولا شئ سو الحب .
من أنفع الاشياء التي يجب أن يتعلمها الانسان في حياته هي الا يستسلم لمشاعر الحزن والالم. فلاشك ان الفراق والعيش في بلد أخري وسط أناس ليسوا منك ولست منهم شعور مؤلم ولكن اذا شعرت بذلك فقط اغلق عينيك وتخيل...
تخيل لحظة رجوعك...
كم أنت سعيد...
كم من حولك سعداء بك وبعودتك...
كم هو جميل ان تعود لبيتك...
لأصدقائك...
لأهلك...
للحياه في وطنك...
بحلوها ومرها

والان
عد للواقع
أنت الان في بلد اخر وسايأتي بأذن الله اليوم الذي تعود فيه اليهم وتنسي كل لحظات الالم التي مررت بها
لهذا عليك ان تسعي الا تعود اليهم كما تركتهم.
ولكن...
عد اليهم محققا هدفك...
عد اليهم شخصا مشرفا لوطنك ولهم....
عد اليهم شخصا أفضل مما كنت عليه.
وكما عرضت لنا مشهد "الفراق" بهذه الروعه لاتنسي عند عودتك سالما بأذن الله أن تكتب أيضا عن مشهد "العوده واللقاء" وشتان بين هذا وذاك :)

Riham M. Lotfi
Cairo-Egypt

غير معرف يقول...

أستاذ محمود شكرا كان نفسي من زمان أوصف اللي حسيت به وأنا بسيب مصر بس أنا معنديش الموهبة زيك أنا برده مبصتش وراية وأنا في المطار رايح على فرانكفورت وبرده مش عارف ليه